جناب السفير سمسم جناب السفير سمسم
تاريخ التسجيل : 21/01/2009
| موضوع: هل أبكيت الرسول صلي الله عليه وسلم؟ الإثنين أبريل 20, 2009 4:55 pm | |
|
روى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ساعةٍ ما كان يأتيه فيها متغيّر اللون، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (( مالي أراك متغير اللون )) فقال: يا محمد جئتُكَ في الساعة التي أمر الله بمنافخ النار أن تنفخ فيها، ولا ينبغي لمن يعلم أن جهنم حق، و أن النار حق، وأن عذاب القبر حق، وأن عذاب الله أكبر أنْ تقرّ عينه حتى يأمنها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا جبريل صِف لي جهنم )) قال: نعم، إن الله تعالى لمّا خلق جهنم أوقد عليها ألف سنة فاحْمَرّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فابْيَضّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فاسْوَدّت، فهي سوداء مُظلمة لا ينطفئ لهبها ولا جمرها . والذي بعثك بالحق، لو أن خُرْم إبرة فُتِحَ منها لاحترق أهل الدنيا عن آخرهم من حرّها... والذي بعثك بالحق، لو أن ثوباً من أثواب أهل النار عَلِقَ بين السماء و الأرض، لمات جميع أهل الأرض من نَتَنِهَا و حرّها عن آخرهم لما يجدون من حرها... والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أن ذراعاً من السلسلة التي ذكرها الله تعالى في كتابه وُضِع على جبلٍ لَذابَ حتى يبلُغ الأرض السابعة .. والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أنّ رجلاً بالمغرب يُعَذّب لاحترق الذي بالمشرق من شدة عذابها... حرّها شديد ، و قعرها بعيد ، و حليها حديد ، و شرابها الحميم و الصديد ، و ثيابها مقطعات النيران ، لها سبعة أبواب، لكل باب منهم جزءٌ مقسومٌ من الرجال والنساء... فقال صلى الله عليه وسلم: ((أهي كأبوابنا هذه ؟!)) قال: لا ، ولكنها مفتوحة، بعضها أسفل من بعض، من باب إلى باب مسيرة سبعين سنة، كل باب منها أشد حراً من الذي يليه سبعين ضعفاً ، يُساق أعداء الله إليها فإذا انتهوا إلى بابها استقبلتهم الزبانية بالأغلال و السلاسل، فتسلك السلسلة في فمه وتخرج من دُبُرِه ، وتُغَلّ يده اليسرى إلى عنقه، وتُدخَل يده اليمنى في فؤاده، وتُنزَع من بين كتفيه ، وتُشدّ بالسلاسل، ويُقرّن كل آدمي مع شيطان في سلسلة ، ويُسحَبُ على وجهه ، وتضربه الملائكة بمقامع من حديد، كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أُعيدوا فيها . فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ سكّان هذه الأبواب ؟! )) فقال: أما الباب الأسفل ففيه المنافقون، ومَن كفر مِن أصحاب المائدة، وآل فرعون ، و اسمها الهاوية .. و الباب الثاني فيه المشركون و اسمه الجحيم... و الباب الثالث فيه الصابئون و اسمه سَقَر... و الباب الرابع فيه ابليس و من تَبِعَهُ ، و المجوس ، و اسمه لَظَى ... و الباب الخامس فيه اليهود و اسمه الحُطَمَة... و الباب السادس فيه النصارى و اسمه العزيز ، ثم أمسكَ جبريلُ حياءً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له عليه السلام: ((ألا تخبرني من سكان الباب السابع ؟)) فقال: فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا و لم يتوبوا. فخَرّ النبي صلى الله عليه وسلم مغشيّاً عليه، فوضع جبريل رأسه على حِجْرِه حتى أفاق، فلما أفاق قال عليه الصلاة و السلام: (( يا جبريل عَظُمَتْ مصيبتي ، و اشتدّ حزني ، أَوَ يدخل أحدٌ من أمتي النار ؟؟؟ )) قال: نعم ، أهل الكبائر من أمتك . . ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، و بكى جبريل...
و دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله و احتجب عن الناس ، فكان لا يخرج إلا إلى الصلاة يصلي و يدخل و لا يكلم أحداً، يأخذ في الصلاة يبكي و يتضرّع إلى الله تعالى. فلما كان اليوم الثالث ، أقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى وقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول الله من سبيل ؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى باكياً. . فأقبل عمر رضي الله عنه فوقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول الله من سبيل ؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى يبكي. . فأقبل سلمان الفارسي حتى وقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى مولاي رسول الله من سبيل ؟ فأقبل يبكي مرة، ويقع مرة، ويقوم أخرى حتى أتى بيت فاطمة ووقف بالباب ثم قال: السلام عليك يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان علي رضي الله عنه غائباً ، فقال: يا ابنة رسول الله ، إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد احتجب عن الناس فليس يخرج إلا إلى الصلاة فلا يكلم أحداً و لا يأذن لأحدٍ في الدخول .. فاشتملت فاطمة بعباءة قطوانية و أقبلت حتى وقفت على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سلّمت و قالت : يا رسول الله أنا فاطمة ، ورسول الله ساجدٌ يبكي، فرفع رأسه و قال: (( ما بال قرة عيني فاطمة حُجِبَت عني ؟ افتحوا لها الباب )) ففتح لها الباب فدخلت ، فلما نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكت بكاءً شديداً لما رأت من حاله مُصفرّاً متغيراً قد ذاب لحم وجهه من البكاء و الحزن ، فقالت: يا رسول الله ما الذي نزل عليك ؟! فقال: ((يا فاطمة جاءني جبريل و وصف لي أبواب جهنم ، و أخبرني أن في أعلى بابها أهل الكبائر من أمتي ، فذلك الذي أبكاني و أحزنني)) قالت: يا رسول الله كيف يدخلونها ؟! قال: ((بلى تسوقهم الملائكة إلى النار ، و لا تَسْوَدّ وجوههم ، و لا تَزْرَقّ أعينهم ، و لا يُخْتَم على أفواههم ، و لا يقرّنون مع الشياطين ، و لا يوضع عليهم السلاسل و الأغلال)) قالت: يا رسول الله كيف تقودهم الملائكة ؟! قال: ((أما الرجال فباللحى، و أما النساء فبالذوائب و النواصي ... >>فكم من ذي شيبةٍ من أمتي يُقبَضُ على لحيته وهو ينادي: واشَيْبتاه >>واضعفاه ، و كم من شاب قد قُبض على لحيته ، يُساق إلى النار وهو >>ينادي: واشباباه واحُسن صورتاه ، و كم من امرأة من أمتي قد قُبض على >>ناصيتها تُقاد إلى النار و هي تنادي: وافضيحتاه واهتك ستراه ، حتى >>يُنتهى بهم إلى مالك ، فإذا نظر إليهم مالك قال للملائكة: من هؤلاء ؟ >>فما ورد عليّ من الأشقياء أعجب شأناً من هؤلاء ، لم تَسْوَدّ وجوههم >>ولم تَزرقّ أعينهم و لم يُختَم على أفواههم و لم يُقرّنوا مع الشياطين >>و لم توضع السلاسل و الأغلال في أعناقهم!! >> فيقول الملائكة: هكذا أُمِرنا أن نأتيك بهم على هذه الحالة ... >> فيقول لهم مالك: يا معشر الأشقياء من أنتم ؟! >> وروي في خبر آخر: أنهم لما قادتهم الملائكة قالوا: وامحمداه ، >>فلما رأوا مالكاً نسوا اسم محمد صلى الله عليه وسلم من هيبته ، فيقول >>لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن ممن أُنزل علينا القرآن،ونحن ممن يصوم >>رمضان . فيقول لهم مالك: ما أُنزل القرآن إلا على أمة محمد صلى الله >>عليه وسلم ، فإذا سمعوا اسم محمد صاحوا : نحن من أمة محمد صلى الله >>عليه وسلم . >> فيقول لهم مالك: أما كان لكم في القرآن زاجرٌ عن معاصي الله تعالى >>... فإذا وقف بهم على شفير جهنم، ونظروا إلى النار وإلى الزبانية >>قالوا: يا مالك ائذن لنا نبكي على أنفسنا ، فيأذن لهم ، فيبكون الدموع >>حتى لم يبق لهم دموع ، فيبكون الدم ، فيقول مالك: ما أحسن هذا البكاء >>لو كان في الدنيا، فلو كان في الدنيا من خشية الله ما مسّتكم النار >>اليوم.. >> فيقول مالك للزبانية: ألقوهم. ألقوهم في النار >> فإذا أُلقوا في النار نادوا بأجمعهم : لا إله إلا الله ، فترجع >>النار عنهم ، فيقول مالك: يا نار خذيهم، فتقول : كيف آخذهم و هم >>يقولون لا إله إلا الله؟ فيقول مالك: نعم، بذلك أمر رب العرش، >>فتأخذهم ، فمنهم من تأخذه إلى قدميه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، >>ومنهم من تأخذه إلى حقويه، ومنهم من تأخذه إلى حلقه، فإذا أهوت النار >>إلى وجهه قال مالك: لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن في الدنيا، و >>لا تحرقي قلوبهم فلطالما عطشوا في شهر رمضان .. فيبقون ما شاء الله >>فيها ، ويقولون: يا أرحم الراحمين يا حنّان يا منّان، فإذا أنفذ الله >>تعالى حكمه قال: يا جبريل ما فعل العاصون من أمة محمد صلى الله عليه >>وسلم ؟ فيقول: اللهم أنت أعلم بهم . فيقول انطلق فانظر ما حالهم . >> فينطلق جبريل عليه السلام إلى مالك و هو على منبر من نار في وسط >>جهنم، فإذا نظر مالك على جبريل عليه السلام قام تعظيماً له ، فيقول له >>يا جبريل: ماأدخلك هذا الموضع ؟ فيقول: ما فَعَلْتَ بالعصابة العاصية >>من أمة محمد ؟ فيقول مالك: ما أسوأ حالهم و أضيَق مكانهم،قد أُحرِقَت >>أجسامهم، و أُكِلَت لحومهم، وبقِيَت وجوههم و قلوبهم يتلألأ فيها >>الإيمان . >>فيقول جبريل: ارفع الطبق عنهم حتى انظر إليهم. قال فيأمر مالك >>الخَزَنَة فيرفعون الطبق عنهم، فإذا نظروا إلى جبريل وإلى حُسن خَلقه، >>علموا أنه ليس من ملائكة العذاب فيقولون : من هذا العبد الذي لم نر >>أحداً قط أحسن منه ؟ فيقول مالك : هذا جبريل الكريم الذي كان يأتي >>محمداً صلى الله عليه وسلم بالوحي ، فإذا سمعوا ذِكْر محمد صلى الله >>عليه وسلم صاحوا بأجمعهم: يا جبريل أقرئ محمداً صلى الله عليه وسلم >>منا السلام، وأخبره أن معاصينا فرّقت بيننا وبينك، وأخبره بسوء حالنا >>. >> فينطلق جبريل حتى يقوم بين يدي الله تعالى ، فيقول الله تعالى: كيف >>رأيت أمة محمد؟ فيقول: يارب ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم . >> فيقول: هل سألوك شيئاً ؟ فيقول: يا رب نعم، سألوني أن أُقرئ نبيّهم >>منهم السلام و أُخبره بسوء حالهم . فيقول الله تعالى : انطلق فأخبره >>.. >> فينطلق جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيمة من درّة >>بيضاء لها أربعة آلاف باب، لكل باب مصراعان من ذهب ، فيقول: يا محمد. >>. قد جئتك من عند العصابة العصاة الذين يُعذّبون من أمتك في النار ، >>وهم يُقرِئُونك السلام ويقولون ما أسوأ حالنا، وأضيق مكاننا .. >> فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم إلى تحت العرش فيخرّ ساجداً ويثني >>على الله تعالى ثناءً لم يثنِ عليه أحد مثله ... >> فيقول الله تعالى: ارفع رأسك ، و سَلْ تُعْطَ ، و اشفع تُشفّع .. >> فيقول: ((يا رب الأشقياء من أمتي قد أنفذتَ فيهم حكمك وانتقمت >>منهم، فشفّعني فيهم)) >> فيقول الله تعالى: قد شفّعتك فيهم ، فَأْتِ النار فأخرِج منها من >>قال لا إله إلا الله. فينطلق النبي صلىالله عليه وسلم فإذا نظر مالك >>النبي صلى الله عليه وسلم قام تعظيماً له فيقول : (( يا مالك ما حال >>أمتي الأشقياء ؟! )) >> فيقول: ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم . فيقول محمد صلى الله عليه >>وسلم : (( افتح الباب و ارفع الطبق )) ، فإذا نظر أصحاب النار إلى >>محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم فيقولون: يا محمد ، أَحْرَقت >>النار جلودنا و أحرقت أكبادنا، فيُخرجهم جميعاً و قد صاروا فحماً قد >>أكلتهم النار فينطلق بهم إلى نهر بباب الجنة يسمى نهر الحيوان ، >>فيغتسلون منه فيخرجون منه شباباً جُرْدَاً مُرْدَاً مُكحّلين و كأنّ >>وجوههم مثل القمر ، مكتوب على جباههم "الجهنّميون عتقاء الرحمن من >>النار" ، فيدخلون الجنة فإذا رأى أهل النار أن المسلمين قد أُخرجوا >>منها قالوا : يا ليتنا كنا مسلمين وكنا نخرج من النار، وهو قوله تعالى >>: >> } رُبّمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفََرَواْ لَوْ >>كَانُواْ مُسْلِمِينَ { [ الحجر:2 ]
| |
|