أخذت أحاول أن أتمالك أعصابي بتلاوة بعض آيات القرآن وأنا جالس في لجنة الأمتحان عندما أنطلق صوت المراقب وهو يقول: كل واحد يطلع اللاب توب بتاعه ويحطه قدامه ..دلوقتي أنا هاوزع عليكم سيديهات الإجابة وبعدين هوزع عليكم سيديهات الأسئلة..كل واحد يكتب الباركود بتاعه على السيديهايه وهو بيسميها ومحدش يفتح سيديهات الأسئلة إلا لما أقول..
أخذ يمر علينا يوزع سيديهات الأسئلة والأجابة وبعد قليل ..
-كل واحد يفتح سيدهاية الأسئلة ويقرا معايا
الأمتحان مكون من عشر فولدرات ..كل فولدر فيه سؤالين.. الفولدرات كلها إجباري.. زمن الإجابة 30 ثانية لكل فولدر..واللي هشوفه بيغش من اللي جنبه ولا مش باصص في شاشته هلغي له أمتحانه ..
وحذاري أشوف حد فاتح بلوتوث ولا بيطلع برشامة ميموري ولا فلاشة من جيبه.. ساعتها والله لأكون مدبس له الميموري في اللاب توب وعامله محضر غش يتحرم فيه سنتين من الإمتحان..
تركت هذا الخنيق وبصيت في شاشتي وقعدت أقرا الأسئلة وأحاول أجاوب لكن كان من الواضح إن الأسئلة بتاعة مادة تانية مش علينا ..الكلام غريب أول مرة أشوفه
وهنا ساد اللجنة هرج ومرج وسباب ولعان وتفحش وأصوات غريبة تنم عن الأستنكار وصيحات من عينة الموت للدكاترة وإسرائيل..ويادكتورنا صبرك صبرك بكره الطالب يحفر قبرك
ولكن..وفجأةً..ساد المكان صمت رهيب..لايقطعه سوى صوت أصطكاك أسنان الطلبة المرعوبين..ذلك عندما دخل علينا سعادة جناب سمو أمير القسم ورئيس جمهورية المادة الدكتور عبده المفترى.. ولابيهمني
-ملحوظة:ولابيهمني اسم أبوه مش جده ذلك لأن اسمه مركب-
المهم أخذ يدور حولنا وهو ينظر إلينا في شراسة وكأنه أسد هصور يوشك أن يفترس الأرانب المسكينة..والجميع في صمت رهيب ..يتخلله أصوات متقطعة مثل هبدة بنت أغمي عليها وهو بيمر من جنبها أو رائحة كريهة أنبعثت من طالب أصيب بمرض التبول اللا إرادي وهو بيبص في ورقة إجابته
وهنا..وبعد أن تأكد تماماً من استسلام فريسته وإمتلائها بالرعب والخوف..عدل من قامته ..ونفخ صدره ..وصرخ زي الغول: إيه رأيكم يا فشلة في الأمتحان؟؟!! ..طبعا مش عارفين تجاوبوا......ليه؟؟
ألتفت ناحيتي وصرخ بكل قوته:بقول ليــــــــــــــه؟؟
فرددت بصوت مبحوح لايكاد يخرج..ليه يادكتور؟؟
فاستدار ناحية الباقين:لأنكم ما بتذاكروش من سيديهات القسم اللي بنزلها وبتروحوا تنسخوا السيديهات بتاعة الكورسات من المكتبات اللي حوالين الكلية ..خلاص.. خللي الكورسات تنفعكم ..أنا بقى عايز أشوف طالب بيضرب زرار ع الكيبورد ولا بيحاول يجاوب أنا بقى ساعتها مش هارحمه..
ألتفت تاني ناحيتى وصرخ..عارفين ليه ؟؟
يانهار منيل..هو مافيش غيري في اللجنة؟؟
رددت بصوت أبح من الصوت الأولاني: ليه يافندم؟؟
عشان مفيش حشرة منكم يقدر يجيب الإجابة إللي في دماغي .. طبعا عشان أنا البروفسور عبده المفتري زميل جامعة بنسلفانيا وأوكرانيا وعضو الجمعيــة السوفيتية لعباقرة العالم ..أما أنتوا فشوية حشرات هفعصها برجلية وأولع في الشوز بعدها عشان هقرف ألبسه..
استدار مرة واحدة بزاوية 180 درجة وانحنى علي وصرخ: ولد..أنا أول مرة أشوفك ..أنت ماكنتش بتحضر لي؟؟
لأ يا بيه..أنا كنت بحضر ..بس حضرتك أكيد مش فاكرني..كان الله في العون .. ده المدرج 120 ألف
صرخ في: أنت بتقلل من قدراتي؟؟..أنا لو بشرح لشعب مصر كله هاحفظه واحد واحد!!
والله ما أقصد يابيه ..بس أنا اللي قصير وكنت بقعد وره
أخذ يغمغم وهو ينظر إلي في ريبة وتشكك: أنت بتتحداني؟؟..طيب..تقدر تقولي أنا كنت بقول إيه في المحاضرة بتاعة 27أكتوبر الساعــــة اتنين وتلت الضهر؟؟!!
ازدردت ريقي وأخذت أردد 27أكتوبر؟؟ 27أكتوبر ؟؟..تصدق يادوكتر أنا الكلام بتاع المحاضرة كان على طرف دماغي بس الظاهر الهيبة اللي على حضرتك خلت الكلام يتهز ويقع مني!!
أنت بتألس عليا ياحقير؟؟!! ..خدوه على جهاز الفرمتة
أخذت أصرخ :جهاز الفرمتة لأ يا دكتور ..أبوس إيدك بلاش جهاز الفرمتة لكنه لم يرحم توسلاتي .. أجلسوني على جهاز الفرمتة وبدأت عملية الفرمتة ..فرمتة الدماغ..
لم أكره أحد في حياتي مثل ما كرهت عبده المفترى الذي أضاع مستقبلي وأعاد عقلي لنقطة البداية..كي جي تو..
أثيبكم بأه عثان عنتي مثاكلة
أ..أرنب
ب..بطة
ت..تفاحة